البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/صفحة واحدة
وقال غيره: أقام ببيت المقدس أربع سنين، وكان يجلس للوعظ عند العمود الذي عند مشهد عيسى - عليه السلام - واجتمع عليه خلق كثير ثم تبين لهم أنه يقول: إن الأيمان قول بلا عمل، فتركه أهلها ونفاه متوليها إلى غور زغر فمات بها، ونقل إلى بيت المقدس. واستولى اللشكري على بلاده إلّا أردبيل فإنّ أهلها أجلاد ولهم بأس شديد وهم حملة سلاح ومدينتهم محصّنة بسور وهي قصبة أذربيجان ودار المملكة. » وفي هذه السنة تغلّب اللشكري بن مردى على أذربيجان وهذا غير اللشكري الذي تقدّم خبره، وكان أوجه من ذاك وأكبر مرتبة وكان من أصحاب وشمكير وخليفته على أعمال الجبل. وورد عليه انفصال ديسم عن الريّ في عسكر وشمكير مع حاجبه الشابشتى فركب إلى الصحراء وجمع قوّاده وعرّفهم إقبال العسكر إليه وأنه يتخوّف أن يشتغل بحرب الجيل والديلم فيأتيه ديسم من ورائه ويجرى الأمر كما جرى في وقعة أردبيل وأنّه قد عزم أن يرحل بهم إلى بلاد الأرمن فيغزوهم ويستبيح أموالهم ويبعد عنهم إلى الموصل وديار ربيعة فإنها بلاد كثيرة الغلّات والأموال واسعة والرجال بها قليل. وقصد ديسم وشمكير وهو بالريّ فأعلمه ما جرى عليه من اللشكري وأنّه قد تمكّن من أذربيجان وطابقه ابن دلوله اصفهبذ موقان وأنّ بلاد الجيل قريبة منه والاستمداد سهل عليه وأنّه لا يلبث أن يقصد الريّ وينازعه إيّاها ويلتمس منه عسكرا من الجيل والديلم ليكون بإزاء اللشكري وأصحابه، وواقفه أن يجمع إليه من الأكراد وغيرهم عشرة آلاف رجل فرسانا وأن يقوم بنفقة العسكر يوم دخوله الخونج وهو أوّل حدود أذربيجان من ناحية الريّ وأن يقيم الخطبة على منابر أذربيجان كلّها ويحمل إليه في كلّ سنة مائة ألف دينار خالصة ويردّ إليه العسكر الذي يجرّد معه بعد فراغه من أمر اللشكري.
واستوزر أبو الفتح الفضل بن جعفر وخلع عليه يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر فركب في الخلع وركب معه القوّاد وخواصّ المقتدر وسلّم المقتدر الحسين بن القاسم إلى الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر فأجمل عشرته وقرر أمره على أربعين ألف دينار فلمّا أدّاها استأذن الوزير أبو الفتح المقتدر في تقليد الإشراف على مصر والشام فأذن له في ذلك. وكتب عليّ بن عيسى لمّا وصل إلى مكّة وقبل تقلّده الإشراف على مصر والشام إلى الوزير الخاقاني كتابا يهنّئه فيه بالوزارة ويعزّيه بأبي على أبيه ويسأله صيانة أهله وولده والعناية بهم في ضيعته ومعيشته. ثم مضى إلى إصبهان، فواقعه عيسى النّوشرى، فأصاب أبا ليلى سهم في حلقه فنحره، فسقط إلى الأرض، وانهزم أصحابه فحمل إلى إصبهان. وكان بها يومئذ ديسم بن إبراهيم فجمع ديسم عسكرا كثيرا من الأكراد وأصناف أخر وأحرز سواده في بعض الجهات وأقبل إلى اللشكري فواقعه دفعتين في مدّة شهرين وانهزم ديسم فيهما جميعا. فجمع مالا كثيرا ورجلا وخلّف صاحبه وسار إلى أذربيجان ليستولى عليها.
ومضى اللشكري مخفا وعاد سريعا ومعه ابنه وابن أخيه وألف رجل من أحداث الجيل مستظهرين بالسلاح والآلات، وعطف على أذربيجان طالبا ديسم وساعده ابن دلوله الاصفهبذ في أصحابه. فلمّا سمع وشمكير ذلك أهمّه هذا الخطب واستجاب ديسم إلى كلّ ما يلتمسه وأخذ كلّ واحد منهما على صاحبه العهد والميثاق بالوفاء وابتدأ بتجريد العسكر. فلم يلبث بلسوار أن ظفر بفيج معه كتب من قوّاد عسكر اللشكري إلى وشمكير بالاعتذار إليه من دخولهم في طاعة اللشكري وإنّهم إنّما دخلوا معه وعندهم أنّه على طاعتهم وأنهم إن رأوا راية من راياته قد أقبلت إليهم انحازوا إليها وصاروا بأجمعهم عليه. فكمن كمينا على جبلين بالقرب من موضعه الذي كان معسكرا فيه بينهما مسلك مضيق، ثم دسّ إلى المواشي التي معه جماعة من الأرمن حتى قتلوا رعاءها واستاقوها في ذلك المضيق وهرب بعض الرعاء إلى اللشكري مجروحا فصادفه خارجا من الحمّام في سوق زوزان فأخبره الخبر، فسار لوقته وأخذ ذلك الراعي بين يديه ليدلّه على الطريق وليس معه إلّا ستّة نفر من غلمانه أخذهم فتح اللشكري - وهو أحد قوّاد السلطان بمدينة السلام وقد شاهدته - وكان موصوفا بالبسالة والشجاعة وراسل باقى أصحابه في العسكر أن يلحقوه.
حتى لو فالبخيل مجتهد والعامي غير مقصر. وروي عن سعد بن أبي وقاص في سبب نزولها أن رسول الله ﷺ غبر يتلو القرآن زمانا على أصحابه فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فيكون في ذلك ترويج لنفوسنا وإحاطة بما يتضمنه من عبر وعظات. وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله ﷺ قال لأبي بكر وعمر " لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما " وأخرجه الطبراني من حديث البراء بن عازب. أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: بينا راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال: ورشة المنيوم الرياض من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس سبحان الله بقرة تتكلم قال النبي ﷺ: سعر شباك الألمنيوم فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر أي لم يكونا في المجلس شهد لهما بالإيمان بذلك لعلمه بكمال إيمانها. وبادر أهل المدينة برسلهم إلى ديسم يعرّفونه الصورة ويشيرون عليه بالمبادرة في يوم يعيّنه حتى يخرجوا لمحاربته ويكبّ ديسم من ورائه فتمّت لهم الحيلة وأقبل ديسم في ذلك اليوم بجموع كثيرة من الصعاليك والأكراد وخرج أهل المدينة بزيّ الديلم معهم التراس والزوبينات وهم نحو عشرة آلاف رجل فصافّهم الحرب وخرج ديسم من ورائه فحمل عليهم فانهزم أقبح هزيمة وقتل أصحابه مقتلة عظيمة وذهب نحو موقان محروبا مسلوبا ليس معه كراع ولا سلاح.
If you cherished this article therefore you would like to obtain more info about ورشة المنيوم الرياض generously visit our web-site.