مقدمة ابن خلدون - الجزء السادس
و تلك الأحوال لا نهاية لها و العلم البشري عاجز عن الإحاطة بما دونها و هو بمثابة من يقصد تخليق إنسان أو حيوان أو نبات. يشكل حرف الميم حيزاً واسعاً في اللغة العربية، حيث تعج الكلمات بالأسماء التي تبدأ به، وتبرز هذه الظاهرة بوضوح في أسماء الحيوان بحرف عات التي تتلألأ بحرف الميم، فإذا نظرنا إلى عالم الطبيعة، سنجد تنوّعاً كبيراً من الكائنات التي تحمل أسماءً تبدأ بحرف الميم، وفي هذا المقال سنقدم لكم إجابة على سؤال حيوان بحرف الميم. فاختلفوا في الإخبار بالأول منهما والاستفهام في الثاني وعكسه والاستفهام فيهما فقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني من موضع الرعد وموضعي الإسراء وفي المؤمنون والسجدة والثاني من الصافات وقرأ نافع والكسائي ويعقوب في هذه المواضع الستة بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني. ثم يبقى ذلك عندهم تحت الخوف و الرقبة إلى أن يظهر العجز و تقع الفضيحة فيفرون إلى موضع آخر و يستجدون حالا أخرى في استهواء بعض أهل الدنيا بأطماعهم فيما لديهم. فلو حصل عليهما بالصنعة لبطلت حكمة الله في ذلك و كثر وجودهما حتى لا يحصل أحد من اقتنائهما على شيء. هذا حكم الوصل، وأما حكم الوقف فكلهم على إسكان الميم وهي في الهاء على أصولهم فحمزة يضم نحو: (عليهم القتال) و (إليهم اثنين) ويعقوب يضم ذلك، ويضم في نحو (يريهم الله) و (لا يهديهم الله) ورويس في نحو: (يغنهم الله) على أصله بالوجهين وأجمعوا على ضم الميم إذا كان قبلها ضم سواء كان هاء أم كافا أم تاء نحو (يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
و لا يزالون كذلك في ابتغاء معاشهم و هذا الصنف لا كلام معهم لأنهم بلغوا الغاية في الجهل و الرداءة و الاحتراف بالسرقة و لا حاسم لعلتهم إلا اشتداد الحكام عليهم و تناولهم من حيث كانوا و قطع أيديهم متى ظهروا على شأنهم لأن فيه إفسادا للسكة التي تعم بها البلوى و هي متمول الناس كافة. و لهذا نجد الكثير من علماء الأعاجم في دروسهم و مجالس تعليمهم يعدلون عن نقل التفاسير من الكتب إلى قراءتها ظاهرا يخففون بذلك عن أنفسهم مؤونة بعض الحجب ليقرب عليهم تناول المعاني. ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن سلمة البرجي الدمشقي يروي عن محمد بن علي بن مروان و غيره. وأخبرني أنه قرأه على خاتمة المحققين شمس الملة والدين محمد بن أحمد المتولي شيخ قراء ومقارئ مصر الأسبق. قال أبو سعد كان أسلافه يسكنون محلة ببغداد تعرف بالبرامكة وقيل بل كانوا يسكنون قرية يقال لها البرمكية وكان صدوقا أديبا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل وله حلقة للفتوى بجامع المنصور روى عنه القاضي أبوبكر محمدبن عبدالباقي قاضي البيمارستان وأبو بكر الخطيب وغيرهما ومات في سنة 441 وقيل: سنة 445 ومولده سنة 361، وأخوه علي بن عمر أبو الحسن البرمكي وهو الأصغر سنا سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس والمعافا بن زكرياء الجريري وكان ثقة درس فقه الشافعي على أبي حامد الاسفرايني روى عنه الخطيب ومن بعده وكان مولده سنة 373 ومات في ذي الحجة سنة 450، وأخوهما أبو العباس أحمد بن عمر البرمكي سمع أبا حفص بن شاهين وغيره روى عنه الخطيب، وقال كان صدوقا ومات في سنة 441، وأحمد بن إبراهيم بن عمرو أبو الحسين بن أبي إسحاق بقية بيت البرامكة المحدثين سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيره روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي وغيره.
ففاوضت يوما شيخنا أبا البركات التلفيفي كبير مشيخة الأندلس في مثل ذلك و وقفته على بعض التآليف فيها فتصفحه طويلا ثم رده إلي و قال لي و أنا الضامن له أن لا يعود إلى بيته إلا بالخيبة. و لا حاجة بنا في ذلك إلى تصوره و معرفته قال: و إذا كنا قد عثرنا على تخليق بعض الحيوانات مع الجهل بفصولها مثل العقرب من التراب و النتن و مثل الحيات المتكونة من الشعر و مثل ما ذكره أصحاب الفلاحة من تكوين النحل إذا فقدت من عجاجيل البقر. هكذا شأنهم في كل عصر و جيل و اعلم أن انتحال هذه الصنعة قديم في العالم و قد تكلم الناس فيها من المتقدمين و المتأخرين فلننقل مذاهبهم في ذلك ثم نتلوه بما يظهر فيها من التحقيق الذي عليه الأمر في نفسه فنقول إن مبنى الكلام في هذه الصناعة عند الحكماء على حال المعادن السبعة المتطرقة و هي الذهب و الفضة و الرصاص و القصدير و النحاس و الحديد والخارصين هل هي مختلفات بالفصول و كلها أنواع قائمة بأنفسها أو إنها مختلفة بخواص من الكيفيات و هي كلها أصناف لنوع واحد ؟ و بدأ من حروف الحلق بالعين لأنه الأقصر منها فلذلك سمي كتابه بالعين لأن المتقدمين كانوا يذهبون في تسمية دواوينهم إلى مثل هذا و هو تسميته بأول ما يقع فيه من الكلمات و الألفاظ.
فهي كالتي في ضربت زيد لأنه أحد المفاعيل الخمسةالتي هي أصول وقوانين لغيرها انتهى. والزَّهْدَمان: زَهْدَم وقَيس وقال أبو عبيدة: هما زهدم وكردم والأَحْوَصان: الأحوص بن جعفر وعمرو بن الأحوص والأَبوان: الأب والأم والحَنْتَفان: الحَنْتَف وأخوه سيف ابنا أوْس بن حِمْيريّ والمُصعبان: مُصعب بن الزبير وابنه عيسى وقيل: مصعب وأخوه عبد الله بن الزبير والخُبَيْبان: عبد الله بن الزبير وأخوه مُصْعَب والبُجَيْران: بُجيَر وفراس ابنا عبد الله بن سلمة الخَير والحُرَّان: الحُرَّ وأخوه أبيّ والعُمَران: أبو بكر وعمر، غلب عمر لأنه أخف الاسمين، قال الفراء: أخبرني معاذ الهراء قال: لقد قيل سيرة العُمرين قبل عمر بن عبد العزيز. كل مصدر كان على مثال الفِعيِّلى فهو مقصور لا يمد ولا يكتب بالألف نحو: الهِزِّيمى والخِطِّيمى والرِّثِّيثَى والرِّدِّيدَى وزعم الكسائي أنه سمع المد والقصر في خِصِّيصى وأمرهم فيضُوضَى بينهم وقال الفراء: لم أسمع أحدًا من العرب يمد شيئا من هذا ولم يجزه. ونقول " زيد موجود عادلا " ولا نقول " زيد شيء عادلا ". فتتخذ مادة تضيفها للتدبير بعد أن يكون فيها استعداد أول لقبول صورة الذهب و الفضة. و من شرط الصناعة أبدا تصورها يقصد إليه بالصنعة فمن الأمثال السائرة للحكماء أول العمل آخر الفكرة و آخر الفكرة أول العمل. و لو صح ذلك لأحد منهم لحفظه عنه أولاده أو تلميذه و أصحابه و تنوقل في الأصدقاء و ضمن تصديقه صحة العمل بعده إلى أن ينتشر و يبلغ إلينا و إلى غيرنا.
If you adored this article therefore you would like to be given more info relating to حيوان حرف ق kindly visit our web-site.