الحرف الثامن عشر من أحرف اللغة العربية هو حرف العين "ع", لمعرفة حيوان بحرف العين قمنا بجمع هذه الحيوان بحرف سات اللطيفة مثل العصفور, و العجل و الحشرات مثل العنكبوت و العقرب. يتميز العقرب بوجود العديد من الأنواع منه والتي تقدر بما يزيد عن ألفي نوع، ومن المعلومات الغريبة الشهيرة عن العقرب أنه بعد انتهاء عملية التزاوج قوم الأنثى بقتل الذكر، وتتراوح دورة حياته بين عامين وحتى عشرة أعوام وهو يعتبر من الحيوانات التي تعيش فترة طويلة. قول الحسن بن حبيب صاحب الأخفش أقرب إلى قول مكي وأصحابه فإنه قال في كتابه عن ابن ذكوان عن يحي أنه قرأ (أعجمي) بمدة مطولة كما قال ذو الرمة: أان توهمت من خرقاء منزلة، قال فقال (أان) بهمزة طويلة انتهى. ولو قرئ بالنقل على مذهب من أجازه لجاء أربعة وعشرون أخرى وذلك على وجهي فتح الميم وضمها أي حالة النقل كما تقدم وكلاهما لا يصح. ط والصنف التاسع يقال له تغريب العشيات وذلك أن يكون الكوكب مع الشمس في أفق المغرب وهذا على جهات منها أن يرى الكوكب في المغرب قبل دخوله في الشعاع فيغيب بعد مغيب الشمس ومنها أن يكون الكوكب والشمس جميعاً على الأفق فيغيبان معاً ومنها أن يسبق الكوكب الشمس بمغيبه فيصير مشرفاً عنها في الغروب إلى أن يظهر في المشرق قبل الشمس.
واختلف في ذلك عن ابن ذكوان في هذا الموضع وفي حرف فصلت فنص له على الفصل فيهما أبو محمد مكي وابن شريح وابن سفيان والمهدوي وأبو الطيب بن غلبون وغيرهم وكذلك ذكر الحافظ أبو العلاء عن ابن الأخرم والصوري ورد ذلك الحافظ أبو عمرو الداني في التيسير ليس ذلك بمستقيم من طريق النظر ولا صحيح من جهة القياس وذلك أن ابن ذكوان لما لم يفصل بهذه الألف بين الهمزتين في حال تحقيقهما مع ثقل اجتماعهما علم أن فصله بها بينهما في حال تسهيله إحداهما مع خفة ذلك غير صحيح في مذهبه على أن الأخفش قد قال في كتابه عنه بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية ولم يذكر فصلا في الموضعين فاتضح ما قلناه. في سورة الأحقاف قرأه بهمزة واحدة على الخبر نافع وأبو عمرو والكوفيون والباقون بهمزتين على الاستفهام وهم ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وهم على أصولهم المذكورة من التسهيل والتحقيق والفصل وعدمه إلا أن الداجوني عن هشام من طريق النهرواني بسهل الثانية ولا يفصل. وأما (أين لنا لأجرا) فقرأه على الخبر نافع وابن كثير وأبو جعفر وحفص والباقون على الاستفهام، وهم على أصولهم وهما من المواضع السبعة اللاتي يفصل فيها عن الحلواني عن هشام أصحاب التفضيل.
فالقسم الأول خمسة أحرف (أينكم لتأتون الرجال، أين لنا لأجرا) وكلاهما في الأعراف (أينك لأنت يوسف) في يوسف (أيذا ما مت) في مريم (أينا لمغرمون) في الواقعة أما (أنكم لتأتون) في الأعراف فقرأه بهزة واحدة على الخبر نافع وأبو جعفر وحفص. وقال علماؤنا : حرمة المالك عليه باقية لم تنقطع عنه ، ويد السارق كلا يد ، كالغاصب لو سرق منه المال المغصوب قطع ، فإن قيل : اجعلوا حرزه بلا حرز ؛ قلنا : الحرز قائم والملك قائم ولم يبطل الملك فيه فيقولوا لنا أبطلوا الحرز. 22، ونحو ذلك مما وصف به نفسه في كتابه وما صح عن رسوله ﷺ، فإن القول في جميع ذلك من جنس واحد. وقال الداني في جامعه وقرأت أيضا على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن الأشناني بغير سكت في جميع القرآن وكذلك قرأت على أبي الحسن عن قراءته على الهاشمي عن الأشناني قال وبالسكت آخذ وفي روايتيه لأن أبا الطاهر بن أبي هاشم رواه عنه تلاوة. وفصل ين الهمزتين بألف في جميع الباب أبو عمرو وأبو جعفر وقالون واختلف عن هشام فروى عنه الفصل في الجميع الحلواني من طريق ابن عبدان من طريق صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح.
أجمعوا على قراءته بالإستفهام إلا أن أبا جعفر قرأ بفتح الهمزة الثانية فيلحق بضرب الهمزة المفتوحة كما تقدم. وأما هشام فرواه بالخبر الحلواني من طريق ابن عبدان وهو طريق صاحب التجريد عن أبي عبد الله الجمال عن الحلواني وكذلك رواه صاحب المبهج عن الداجوني عن أصحابه ورواه عنه بالاستفهام الجمال عن الحلواني من جميع طرقه إلا من طريق التجريد وكذلك الداجوني إلا من طريق الميهج والله أعلم. وأما رويس فرواه عنه بالخبر أبو بكر التمار من طريق أبي الطيب البغدادي ورواه عنه بالاستفهام من طريق النخاس وابن مقسم والجوهري وكذلك الباقون. وحقق الهمزة الثانية منها حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر وروح. هم أصحاب أبي الخطاب الأسدي، قالوا: الأئمة الأنبياء، وأبو الخطاب نبي، وهؤلاء يستحلون شهادة الزور، لموافقيهم على مخالفهم، وقالوا: الجنة نعيم الدنيا، والنار آلامها. وكان أبو محمد مكي بن أبي طالب يأخذ له بالفصل بينهم بألف وعلى ذلك أبو الطيب وأصحابه وهو الذي تعطيه نصوص الأئمة من أهل الأداء ابن مجاهد والنقاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق وأبي الطيب التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وابن أشته والشذائي وأبي الفضل الخزاعي وأبي الحسن الدارقطني وأبي علي الأهوازي وجماعة كثيرة من متقدم ومتأخر قالوا لهم بهمزة ومده (قلت) وليس نص من يقول بهمزة ومده يعطي الفصل أو يدل عليه.